لاتزال ساكنة دوار الزْكارْنة بجماعة أحلاف باقليم بنسليمان، محرومة من طريق لفك العزلة، والتي طالما انتظرها السكان، فكل مرة يبدأ الاشتغال في هذا المشروع وتوضع الآليات والتجهيزات لإنشاء معبر طرقي طوله 12كيلومترا،علما أنه الوحيد الذي يربط الدواوير بمدينة الكارة، وسرعان ما يتوقف، وبطريقة يلفها الغموض، ليبقى النقل شبه منعدم بالمنطقة ووينقطع بشكل تام أيام سقوط المطر، والساكنة محرومة أيضا من مدارس قريبة من الأطفال للحد من عدم التحاق الكثير منهم بالتعليم الابتدائي، ومن الماء الصالح للشرب بالرغم من بناء سد يسمى " سد تامسنا" بجوار السكان منذ 2006، ومحطة كبيرة لمعالجة مياه السد توجد في وسط الدوار- مثل شعبي يقول : << قاطَعْ الواد وعطشان>> -، ورغم كل هذا تبقى الساكنة تواجه العطش والحرمان من الربط بشبكة الماء الصالح للشرب وانعدام الخدمات الصحية، وكأنه محكوم عليها بالعيش تحت وطأة التهميش والعزلة والفقر، ورغم الإكراهات والظروف الصعبة، عبرت الساكنة في أكثر من مرة عن استيائها وسخطها من الإهمال واللامبالاة من طرف الجهات المسؤولة المحلية والاقليمية، حيث نظمت مظاهرات ومسيرات احتجاجية في أواخر السنة الماضية، نحو عمالة إقليم بن سليمان التي تبعد بحوالي 80كلم، وكانت تنوي استكمال المسيرة نحو مدينة الرباط لولا تدخل عامل الاقليم، حيث رفعت إليه مطالبها التي تتعلق بتحقيق أبسط شروط العيش: طريق ومدرسة ابتدائية ومستوصف والربط بشبكة الماء الصالح للشرب، والتي تعتبر من أبسط الحقوق كما نص عليها دستور 2011، لكن لا حياة لمن تنادي، فقط الوعود الكاذبة ولا شيء من تلك المطالب تحقق. على المسؤولين الاقليميين تحمل مسؤولياتهم والتدخل لفك العزلة وتلبية مطالب هذه الساكنة المغلوب على أمرها.

إرسال تعليق

 
Top